6) ) سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله وقدس روحه
ما حكم الإسلام في تنظيم النسل، ومتى نشأت هذه الفكرة، ومن أول من فكر فيها ولماذا؟ أرجو إفادتي بالدليل القاطع من الكتاب والسنة.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فإن مسألة تنظيم النسل كلمة مجملة قد تحتمل أنواعاً من التفسير, والذي نفهمه من تنظيم النسل العناية لأسباب الحمل في وقتها على وجه لا يضر المرأة ولا يسبب لها متاعب كثيرة, وذلك بأن تتعاطى بعض الأدوية التي تمنع الحمل في وقت ما لمصلحة الحمل, أو لمصلحة المرأة, أو لمصلحتهما جميعاً, فهذا يسمى تنظيم النسل بتعاطي الأدوية والأسباب التي تعين على تنظيم النسل, وذلك بأن تكون مريضة لا تتحمل الحمل في كل سنة, أو يكون هناك أسباباً أخرى تقتضي عدم حملها في كل سنة يقررها الأطباء, أو تكون عادتها أن تحمل هذا على هذا كلما خرج من النفاس حملت بإذن الله, فيشق عليها تربية الأطفال والعناية بشؤونهم فتتعاطى بعض الأدوية حتى لا تحمل إلا بعد وقت, كأن تحمل بعد سنة, أو بعد سنتين من أجل مراعاة الأطفال وتربية الأطفال والعناية بشئونهم, وهذا لا حرج فيه إذا كان لمصلحة مذكورة بأن تكون تحمل هذا على هذا فلها أن تأخذ بعض الأدوية ليكون هناك فصل بين الولدين كسنة, أو سنتين مدة الرضاع حتى تستطيع القيام بالتربية المطلوبة, كما يجوز للرجل أن يعزل عنها للمصلحة, وهكذا تعاطي بعض الأدوية للمصلحة, وهكذا إذا كان يضرها الحمل لمرض بها, أو برحمها فيقرر الطبيب المختص أو الأطباء أو الطبيبات المختصات بأن حملها كل سنة, أو كل سنتين يضرها فقد تتعاطى بعض الأدوية التي تجعلها تحمل بعد سنتين, أو بعد ثلاث من أجل هذا المرض, أما ما قد يفسر به تنظيم النسل بأنها تتعاطى أدوية تمنع الحمل بعد ولدين, أو بعد ثلاثة, أو بعد أربعة هذا ليس بتنظيم, ولكنه قطع للنسل وحرمان للزوجين من النسل وهذا لا يجوز ؛لأن الشريعة الإسلامية الكاملة جاءت بالحث على تعاطي أسباب الولادة, وكثرة النسل للأمة كما في الحديث الصحيح وهو قوله - صلى الله عليه وسلم ( تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة) وفي لفظ)الأنبياء يوم القيامة( فهذا يدلنا على أن كثرة النسل أمر مطلوب لما فيه من تكثير عباد الله الصالحين, وتكثير أمة محمد-عليه الصلاة والسلام-, وتكثير من يعبد الله ويدعوه, ويستغيث به, ويبادر إلى طاعته ويدفع عباده, فهذا لا يسمى تنظيماً ولكنه قطع للنسل فلا يجوز, وهكذا تعاطي الأدوية التي تمنع الولد إلا بعد مدة طويلة أمر لا يجوز؛ لأن هذا يشبه القطع, وإنما يتقيد ذلك بحسب الحاجة والضرورة كما تقدم من مرضها أو مرض رحمها أو حملها هذا عن هذا حتى لا تستطيع التربية هذه الأسباب التي تقتضي التنظيم والله المستعان
7)سئل فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله ما حكم الإسلام في تحديد النسل؟
فقال : تحديد النسل فيه تفصيل: الأصل أنه لا يحدد النسل ولا يجوز، وليس لدولة أو أي إنسان أن يتدخل في تحديد النسل، بل هذا يترك إلى الناس، وليس لدولة أن تقول: يجب أن يكون النسل أربعة أو خمسة أو ثلاثة، لا، هذا حرام ومنكر وظلم لا يجوز، لكن الإنسان إذا كان على زوجته مشقة لمرض في رحمها أو مرض بها يضرها الحمل بتقرير الأطباء جاز أن يؤجل الحمل إلى وقت آخر حتى يأذن الأطباء في ذلك ويقولوا إنه لا يضرها، وهكذا لو كانت تحمل هذا على هذا وكثر عليها الأولاد وشق عليها التربية لكثرة الأولاد فلا مانع من تعاطي ما يحدد النسل لمدة سنة أو سنتين حتى تستطيع التربية وحتى تتمكن من أداء ما يجب لأولادها من تربية وإحسان وملاحظة، مثل مدة الرضاع سنة سنتين أو سنة تتعاطى ما يمنع الحمل حتى يحصل لها الفراغ لتربية أولادها الصغار، وأما تحديده مطلقاً فلا يجوز.
8) وسئل أيضاً فضيلته هذا السؤال : رجل متزوج وعندي ستة أولاد وبنت واحدة، وأرغب في أن أضع حد للإنجاب الآن، حيث أنني لا أرغب في المزيد من الأولاد، علماً بأن دخلي المادي محدود، فما حكم الشرع في نظركم في هذا الموضوع، وهل يجوز لي أن أنظم الإنجاب؟
الجواب : المشروع عدم التحديد، لأن الشارع يرغب في المزيد من النسل وفي تكثير الأمة، يقول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح(تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة) فالمشروع لك يا أخي عدم التحديد، وأن تصبر وأن ترغب في المزيد، تسأل ربك الصلاح، وربما نفعك الله بهم، فأنت على خير عظيم، تحسن تربيتهم وتقوم عليهم، أسأل الله لهم الصلاح فهو خير لك من التحديد
*** هذه فتاوى علماء الإسلام في هذه المسألة ولولا خشية الإطالة لنقلت لكم بقية الفتاوى ولكن فيما نقلناه كفاية والله اعلم وأحكم.
*** ملاحظة : تحديد النسل دعوة خبيثة يدعوا له أعداء الإسلام عبر المنظمات التنصيرية أما تنظيم النسل فيجوز في شريعة الرحمن (فأفهم هذا ولا تخلط )
كتبه : صالح بن حسن بن سالم بن قوقه
إمام وخطيب جامع النور بالنويدرة