صرخة في وجه الاحباط!!!

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كثير ما تمر لحظات على الإنسان يفقد فيها الأمل في تحسين وضعه المادي نظرا لما يشاهده من انعدام فرص العمل أو معوقات يتعرض لها أثناء العمل توصل به إلى اليأس والقنوط من رحمة الله (العياذ بالله ) ، فينظر يمينا فيراء شباباُ خريجي جامعات مركونين بدون عمل ينظر يسار فيراء أصحاب إعمال همهم أن يمتصوا جهد وشقي الآخرين مقابل الفتات ثم ينسبوا كل النجاح لهم ، تنتابه مشاعر من الشفقة على أولئك الشباب والحقد ولاستحقار لهؤلاء رجال الأعمال، ثم قد تتسلل إلى نفسه بعض الهواجس فيقول مستحيل أن أجد فرصه في هذا العالم المزحوم بآلاف العاطلين والمشبع بالاستغلاليين فيستسلم إلى اليأس ويدفن طموحه فيضل ساكن دون حراك في نقطة أحلام وأمال اليقظة ولسان حاله يقول ما قال المتنبي:
أعلّل النفس بالآمال أرقبها ** ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ
ولكن هل هذا هو القرار الصائب ، هب أن كل شخص طموح اتبع هذه النظرية فهل سنعرف معنى النجاح أم أن الثراء والثروة ستكون بالوراثة :
أن الله حين كتب الأرزاق جعل لها أسباب فقد قال لمريم عليها السلام (هزي إليك بجذع النخلة )أمر بتكلف الكسب في الرزق وهو القادر أن يسقط الرطب بدون أن تهز النخلة ، واوجب طرق مشروعه لتحصيلها فمن استبطني رزقه فاستعجله بالحرام كان استعجله سببا في شقاه وتعاسته ،
لا تظن أن الطموح لا يتحقق وان الغني حكرا على أشخاص انظر مثل هذا الله يقول عن قارون أشهر اغني الدينا (وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة) فهل نفذت خزائن الله بعد ذلك ، لا طبعا فخزائنه سبحانه لا تنفذ ، كم من البشر أغناهم الله بعد قارون ، وكم من الممالك قامت وذهبت بجاهه وجبروتها ولا يعرف احد عن كنوزها وثروتها .
أن النجاح له مقومات وعوامل يجب عليك أن تفتش في نفسك عنها فان وجدت احدها فاسعي إلى اكتساب الأخر وحاول أن تتخلص من عوائق النجاح والطموح الموجودة في شخصيتك :
ومن مقومات النجاح :
1- الثقة بالله عزة وجل وعدم اليأس والقنوط من رحمته والتوكل عليه وهنا يجب أن تتذكر بأنه حتى الأنبياء ابتلهم الله حين اعتمدوا أو أوكلوا أمرهم إلى غيره فهذا الله يقول عن يوسف عليه السلام حين اعتمد على الساقي في إخراجه من السجن وأنساه الشيطان الاعتماد على الله (وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ) فكان أن لبث في السجن عدة سنين.
2- الأخذ بالأسباب المشروعة في الرازق وتحرى الحلال فان للحلال بركة ولا يعجبك الحرام وان كثر أو كان سهل تحصيله ويكفيك منه همّ جمعه في الدنيا وحسابه في الآخرة واعلم بان الحلال راحة بال والحرام عذاب ووبال .
3- فتش في نفسك عن مواهبك وقدراتك فان الله لم يخلق شخصا إلا وأعطاه من القدرات ما يغنيه بها واعلم أن من أهم مقومات النجاح أن يجد الشخص تلك المقومات وينميها بالثقة في نفسه ولا تلتفت إلى الآخرين إذا أدركت انك على الطريق الصحيح فعنترة لو لم يملك الثقة بقدراته لعاش عبدا طول حياته وقطز لو لم يكتشف قدراته لعاش مملوك طول عمره .
4- لا تحتقر الآخرين ولا تتعالى عن الاستعانة بهم طالما أدركت بأنهم يستطيعون أن يساعدونك في بلوغ مرامك واعلم أن الله لم ينصر رسله ألا بضعفاء حين استكبر الأقوياء عن نصرتهم .
5- لا تتوقف كثيرا عند المعوقات فكل مشكلة ولها حل وأول حلول المشاكل والمعوقات هي إدراكك بأنك تستطيع أن تتجاوزها فلا تقل أنا غير متعلم ولا استطيع أن أنافس في عصر التكنولوجيا انظر مثلا ( بقشان ، وبن لأذن ، بن محفوظ ) اغني أغنياء الحضارم جميعهم غير متعلمين فالرزق ليس بتعليم وحده إنما هو بالجد والمثابرة بعد توفيق الله فسد كل منافذ الإحباط واليأس وتسلح بالعزم والصبر وحسن التدبير.
6- أترك الحسد والأنانية فان الحسود لا يسود واعلم ا ن أحب الناس إلى الله انفعهم وعليك بالصدقة وان قلة فان الصدقة تلين قلوب الخَلق وتنزل رحمة ورضا الخالق.
7- إليك أن تنسي حسن التعامل مع الآخرين فحسن الأخلاق مفتاح الأرزاق فحاول أن تكسب قلوب الآخرين قبل أن تكسب فلوسهم .
وأخيرا وليس أخر أقول لك ما قال المتنبي أيضا:
حب السلامة يثني همّ صاحبه ** عن المعالي ويغري المرء بالكسل

فإن جنحت إليه فاتخـــذ نفـقاً ** في الأرض أو سلّماً في الجو فاعتزلِ
ودع غمار العلا للمقدمين علي ** ركــوبها واقــتـنـع منـهـن بالـبـــللِ

رضا الذليل بخفض العيش يخفضه ** والعزّ تحت رسيم الايـنــق الـــذللِ

إنّ العلا حــدّثتني وهي صــادقـــة ** فـيـما تـحــدّث أن الـعــزّ في النقـلِ

لو أنّ في شرف المأوي بلوغ مني ** لم تبرح الشمس يوماً دارة الحملِ

واثني قبل الختام بقول الشافعي رحمه الله :
تغرَّبْ عن الأوطان في طلب العلى ** وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تَـفــَرُّج هــمٍّ، واكـتـساب مــعـيشة ** وعــلـم، وآداب، وصحـبة مـاجـد
فإن قـيل في الأســفـار ذُلٌّ ومحنـة ** وقطع الفيافي وارتكاب الــشدائد
فـموت الـفـتــى خـيـر له من قيامه ** بدار هــوان بـيـن واشٍ وحـاسدue]أخيكم ومحبكم/ أبو همام
راشد بن قوقة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
اليمن – حضرموت
لا تنسونا من صالح دعاكم

تسلم يمينك يا صاحب القلم السيال على هذه الدرر الثمينة

موضوع رائع جدا بورك فيك وجزاك الله خيرا على هذا الإبداع

فلا تحرمنا من جديدك

تسلم يداك
لنني لبست من موضوعك على لراس تيجان
تاجا قويا ولا تهزه سلاطين

منتظرين جديدك

تسلم يا ابو همام موضوع في قمة الروعة لا عدمناك ان شاء الله

» صرخة في وجه الأحباط