الحسد المرض الذي ورثه الأجيال !!

الحسد
.. المرض الذي ورثه الأجيال

أخي المسلم : اعلم وفقك الله إن الحسد مرض قتال
وداء عضال وقد عده ابن القيم رحمه الله في كتابه "الفوائد" أحد أركان
الكفر، وكيف لا وهو يمنع من قبول الحق، قال تعالى: {ود كثير
من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين
لهم الحق} (البقرة) وقال تعالى: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله}
(النساء) وقال تعالى: {ومن شر حاسد إذا حسد} (الفلق) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا
تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا)) رواه مسلم عن أبي هريرة. والحسد في أمة
الإسلام وراثة للأمم الكافرة وقبل ذلك وراثة لإبليس فإنه أول الحاسدين حيث حسد
أبانا آدم على ما أكرمه الله به. وكثيراً ما يكون الحسد في الأقران فالتاجر يحسد
التاجر والعالم يحسد العالم والمزارع يحسد المزارع والموظف يحسد الموظف وهكذا
يتمكن الحسد من الأقران إلا من رحمه الله. ويكثر الحسد في النساء من بعضهن لبعض.

وأضرار الحسد واضحة جداً للناس
ولكن قلّ من يسعى لتجفيف منابع الحسد وقطع أسبابه. فالحاجة ماسة جداً لمحاربة تدفق
الحسد على الناس وإلا عاث الحاسدون وأهلكوا أنفسهم بسبب مؤاذاة غيرهم. والعلاج
لداء الحسد يكون بالآتي:

1- على المسلم والمسلمة أن
يعلموا أنهم بحسدهم لفلان أو فلان يرتكبون الإثم العظيم. وكيف لا والحسد فيه:

أ - تمني زوال النعمة عن
المحسود والسعي في ذلك.

ب - بل بعضهم يتمنى زوال النعمة
من المحسود وحصولها له ويسعى بالقول والفعل لينالها. وهذا فيه تسخط على الله حيث
أن الحاسد لم يرض عن الله بما فعل. وفيه محاربة النعم. وفيه اعتراض على الله في
قضائه وقدره. وهذا كله ينافي الإيمان، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم :((لا يؤمن أحدكم
حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) متفق عليه من حديث أنس رضي الله عنه.

فعلى هذا فالحسد يجعل صاحبه
داخلاً في قوله تعالى :{والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد
احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً} [الأحزاب] وكلما كان الضرر بالمحسود أكثر كلما كان
الإثم أعظم. فلو أن الحاسد سب المحسود فهذا إلى جانب تمني زوال النعمة فكيف لو
اختلق الحاسد للمحسود الكذب ونصب له الشباك وسعى لقتاله وغير ذلك.

2- على الحاسد أن يتوجه
إلى الله بطلب ما يحب أن يعطيه الله. فالله لا مستكره له. قال تعالى :{ولا تتمنوا
ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن
واسألوا الله من فضله } [النساء]

3- على الحاسد أن يستعمل
القناعة. فهي كنز لا يفنى وعز لا يذل. وليعلم أن حسده لا يقدم أمراً قضى الله
بتأخيره ولا يؤخر أمراً قضى الله بتقديمه. فالحاسد في غم وكرب وفي سخط الرب وفي
تذبذب واضطراب وهذا كله من خبث نفسه. ولله در من قال:

اصبر على كيد
الحسـود
فإن صـبرك قاتـله

فالنـار
تأكل بعضــها
إن لم تجـد ما تأكله

4- الواجب على كل مسلم أن يدافع
مادة الحسد فإنها غريزة في جميع بني آدم. والمحرم هو حسد الآخرين بما يقتضي
إيذاؤهم أو عدم التسليم لقضاء الله وقدره وما إلى ذلك. ولهذا قال تعالى :{ومن شر
حاسد إذا حسد} [الفلق]

فوقعت الاستعاذة من شر الحاسد
عند حسده للآخرين لا لمجرد وجوده فيه. فالمؤمن القوي يخفي الحسد ولا يبديه ويدافعه
ولا يرضى أن يؤذي الناس بل إذا سعى المسلم في التعاون مع أخيه وأحب الخير له كما
يحبه لنفسه فهذا بعيد عن الحسد.

ومن
معاني الحسد الغبطة وهي تنمي حصول الخير والنعمة مثل التي عند فلان والسعي في ذلك
وهذا تنافس محمود، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته بالحق ورجل
آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها)) متفق عليه من حديث ابن عمر.فالله المسئول أن
يدفع عنا شر أنفسنا وصلى اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ,,,

لا تنسونا من صالح دعائكم

جمعه واعده : صالح حسن سالم بن قوقه

إمام وخطيب جامع النور بالنويدره

جزاك الله خيراً جعله الله في ميزان حسناتك

أحسنت أخي وهبي وبورك فيك

» انا ابن الذي
» جميل هو الإنسان..الذي
» من الذي اضحك و ابكى ملك الموت ؟؟
» مَن الذي يمسك السماء والأرض؟
» الدعا الذي يخاف منه الشيطان