إرشاد الأنام إلى طاعة الأمراء والحكام

بسم الله الرحمن الرحيم
إرشاد الأنام إلى طاعة الأمراء والحكام

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد صلى الله عليه وسلم .

أما بعد : يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي رقية تميم بن أوس الداري ( الدين النصيحة : قلنا لمن قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه مسلم (55 )

بهذه المناسبة أقول : قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ } وهم العلماء والأمراء , كما قاله ابن القيم رحمه الله , قال ابن كثير في تفسيره : ( والظاهر والله أعلم أنها عامة في كل أولي الأمر من الأمراء والعلماء ) ففي هذه الأية يأمرنا الله سبحانه بطاعة ولاة الأمور , فهذا أمر من الله عز وجل يقتضي الوجوب , فواجب علينا طاعتهم , وتعلمون ما حصل هذه الأيام من خروج على ولاة الأمور كما في مصر وتونس والجزائر وليبيا .... وغيرها من الدول

والآن أراد اليمنيون أن يفعلوا مثل ذلك , مع أن بلادنا اليمنية والحمد لله ليست كهذه الدول من الناحية الدينية فهم يتمتعون بكامل حرياتهم في التعبد لله تعالى بدون مضايقة وأذية , وهذه أعظم نعمة علينا يجب على كل يمني أن يتذكرها قال تعالى { وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ } ومع ذلك يدندن الحركيون في بلادنا حول الظلم والجوع ولم يتذكروا هذه النعمة , أفلا يسمعون قول المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو يقول : ( على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية , فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ) البخاري ( 7144 ) ومسلم ( 1839 ) عن ابن عمر واللفظ لمسلم وقال أيضأ ( من نزع يده من طاعة , لم يكن له يوم القيامة حجة ومن مات مفارقاً للجماعة فإنه يموت ميتة جاهلية ) رواه ابن أبي عاصم في السنة رقم ( 1075 ) وصححه الألباني من حديث ابن عمر وقال أيضاً كما في حديث أنس ( اسمعوا وأطيعوا , وإن استعمل عليكم عبدٌ حبشي كأنّ رأسه زبيبه ) رواه البخاري (693) . وفي حديث ابن مسعود قال : ( إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها قالوا يا رسول الله : كيف تأمر من أدرك منا ذلك ؟ قال : تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم )البخاري ( 3603 ) ومسلم ( 1843 ) واللفظ له , والأحاديث في هذا كثيرة جداً .

وهذه الأحاديث تدل على وجوب طاعة ولاة الأمور ولا يجوز الخروج عليهم حتى بالكلام , كل ذلك يعتبر خروج , وما سّموا الخوارج بذلك إلا لأنهم خرجوا على علي وعثمان رضي الله عنهم . فالواجب على كل مسلم السمع والطاعة , ولو كان فاسقاً ظالماً سبحان الله ! كل ذلك محافظة على الدماء والأرواح حتى لو ظهر لنا فساده , إلا كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم ( إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله تعالى فيه برهان ) رواه مسلم ( 4748 ) ومعنى بواحاً : أي ظاهراً , فهذا

تقييد من النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون كفره ظاهراً مشيعاً في أوساط المسلمين , فإذا كان هذا حاله فلا بد أن يكون بشروط ثلاثة :

1) إن كان جاهلاً فلا بد أن يُعلّم .

2) أن لا يؤدي إزالة المنكر إلى أنكر منه .

3) أن لا تسفك دماء المسلمين .

فسبحان الله !! مع أن كفره صريح لا بد أن تتوفر هذه الشروط , وإذا لم تتوفر هذه الشروط فلا يجوز الخروج أبداً , فعلينا أن نجتنب هذه الأشياء لقوله صلى الله عليه وسلم ( وما نهيتكم عنه فاجتنبوه ) متفق عليه من حديث أبي هريرة .

قال النووي رحمه الله : ( أجمع العلماء على وجوب طاعة الأمراء في غير معصية الله , وقال : وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين , وإن كانوا فسقة ظالمين ) ا هـ شرح النووي لصحيح مسلم , فأهل السنة والجماعة يرون وجوب طاعتهم.

سئل الشيخ مقبل رحمه الله ـــ عن الخروج على الحكام هل هو مسموح ؟

فأجاب : ( ..... الخروج على الحكام يعتبر فتنة , فبسببه تسفك الدماء , ويضعف المسلمون , حتى لوكان الحاكم كافراً , فلا بد أن تكون لدى المسلمين القدرة على مواجهته حتى لا تسفك الدماء لأن الله يقول : {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا ....} فتاريخ أهل السنة من زمن قديم لا يجيزون الخروج على الحاكم المسلم ..... ) اهـ من كتاب تحفة المجيب

فنحن معاشر اليمنيين في عافية وأمن ولله الحمد , ودماؤنا محفوظه , لأن الأمن من أصول حياة البشرية .

وقد حرص الإسلام على الأمن , لأن الأمن ضرورة في المجتمع فأمر بطاعة ولاة الأمور, لأنه من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام أنه لا دين إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمامة ولا إمامة إلا بسمع وطاعة .

وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم البيعة على أصحابه , قال عباده بن الصامت رضي الله عنه (دعانا رسول الله فبايعناه فكان فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله ) متفق عليه واللفظ لمسلم ( 4748 )

وإن من أسباب الفتن في المجتمع :

إثارة الفتن بين الشعوب بهذه المظاهرات التي لا حقيقة لها , إنما هي أمور جاءت لتفريق الأمة , فبهذه المظاهرات تسفك الدماء , وتضيع الأموال , ويعيش الناس في خوف وقلاقل , وقد ظهر الخوف وعلاماته على وجوه كثير من أهل المناطق القريبة منا بسبب هذه المظاهرات , ومع الأسف يسميها أصحاب الإصلاح سلمية !!! فهذه المظاهرات جاءتنا من أعداء الإسلام وهي سبب لظهور الضعف للأمة , وللشعب الإسلامي , وشحن القلوب بالأحقاد , وهي تسبب العداوة والبغضاء , وهذه الفرصة استغلها الحزبيون والحركيون عياذاً بالله .

وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفتن في آخر الزمان فقد : أشرف.

النبي صلى الله عليه وسلم على أطم من آطام المدينة ، فقال: (هل ترون ما أرى؟ إني أرى الفتن تقع خلال بيوتكم كمواقع القطر) رواه البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد رضي الله عنه فالذين يشغلون أوقاتهم في الكلام على ولاة الأمور وسبهم وغيبتهم فقد ظلموا أنفسهم , لأن غيبة ولاة الأمور أشد من غيرهم , فالواجب على جميع المسلمين أن يدعوا لهم بالصلاح والإستقامة على شرع الله , وأن الله يعينهم على ما هم عليه من مسؤليات المجتمع وأن يأخذ بنواصيهم لكل خير , وأن يدفع عنهم كل سوء ومكروه . وليعلموا أنه ( لا يأتي على الناس زمان إلا والذي بعده شر منه ) كما قاله رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم رواه البخاري عن أنس فنتواصى بتقوى الله سبحانه , والصبر على كل ما يحصل من أذى , والتعاون على كل خير لقوله تعالى {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ..... } وعن أنس رضي الله عنه قال : نهانا كبراؤنا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قالوا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تسبوا أمراءكم ولا تغشوهم ولا تبغضوهم واتقوا الله واصبروا فإن الأمر قريب ) أخرجه ابن أبي عاصم في السنة ( 1015 ) وقال الألباني : سنده جيد .

كيف نتعامل مع ولاة الأمور ؟

نتعامل معهم بالسمع والطاعة , والنصح لهم , لأنهم واجب عليهم تنفيد ما بينه العلماء , ويجب الإهتمام بهم وبنصحهم , وعدم النيل منهم , وعدم الطعن فيهم ,

وعدم التنفير منهم , بل يجب تقديرهم واحترامهم , لأنه بصلاحهم يصلح المجتمع كله , قال الفضيل بن عياض : ( لو كان لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان ) شرح السنة للبربهاري , وهذا القول أيضاً نقله شيخ الإسلام في السياسة الشرعية للإمام أحمد رحمه الله .

ويجب أيضاً النصح لهم شريطة أن يكون نصحاً لائقاً كما بينته السنة , وكما كان عليه سلف الأمة , نصحاً لا تجريح فيه , مصحوباً بمحبة وتقدير , يدل على محبة الخير لهم ولأمتهم , ولا ينبغي تتبع هفواتهم , والتشهير بهم , بل ينصحوا نصيحة صادقة خالصة لوجه الله , فيما بينك وبينهم .

وأما الطعن فيهم والتشهير بهم على المنابر وفي المحاضرات وفي المجالس العامة , ونشر أخطائهم بين الناس ليس من النصيحة في شيء , حتى في الإنسان العادي

يقول الإمام الشافعي رحمه الله : ( النصيحة على رؤس الأشهاد فضيحة ..... ) قال الشيخ ابن باز رحمه الله : ( ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة وذكر ذلك على المنابر لأن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع .... ) من كتاب وجوب طاعة السلطان في غير معصية الرحمن . وأخيراً : هذه نصيحة ثمينة : جاء في كتاب السنة للخلال عن سويد بن غفلة قال : قال لي عمر بن الخطاب ( يا أبا أمية إني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا فإن أمر عليك عبد حبشي مجدّع فاسمع له وأطع وإن ضربك فاصبر وإن حرمك فاصبر وإن أراد أمراً ينقض دينك فقل : سمعاًً وطاعة دمي دون ديني ولا تفارق الجماعة ) هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

كتبتها : أخت سلفية من مديرية ساه
راجعها : أبو سفيان أمين بن سالم باقرين

حفظه الله تعالى

شكراً لك صالح حسن

والف شكر للاخت السلفية

ومليون شكر للشيخ ابو سفيان امين بن سالم بافرين

إرشاد الأنام إلى طاعة الأمراء والحكام 879386

وأنت أخي صقر الخامرة بارك الله فيك وفي إطلاعك على موضوعي هذا

ألف شكر لك مني ومن جميع الأخوة السلفيين بمنطقة الخامرة عبد المجيد حاج وأحمد الخيري وغيرهم

تحياتي لك وبارك الله فيك وفي قلمك

بارك الله فيك والله يجزاك عنا كل خير

وأنت أخي سالم بارك الله فيك وأثابك

» تقديم طاعة الزوجات على الوالدين ؟؟؟